يسعد مساكن..........................
حِجارةُ بيوتِنا تُنادينا
حِجارةُ بيوتِنا تُنادينا
محمد توفيق السهلي
كثير من الناس لا يعرفون أنَّ الحجارة تمتلك أحاسيس، قد تشبه أحاسيسَ بني البشر، وقد تزيدُ الحجارةُ عن ذلك... وقد أعلمَنا المولى عز وجل في كتابه العزيز بكثيرٍ من هذه الحقائق، وبأنَّ كلَّ شيء يُسَبّحُ بحمْده، والحجارة من بين هذه الأشياء التي تسبّح لله تعالى، والذي يسبّحُ لا بدّ أنه يمتلكُ في أعماقه حسّاً مرهفاً وقلباً ليِّناً ولديْه العديدُ من المشاعر والأحاسيس.
ومن هذا المنطلق يحق لنا أن نتساءل فيما بيننا، فنقول: أين حجارة بيوتنا التي دمَّرَها العدو الصهيوني؟ وبماذا تُحسّ هذه الحجارة بالذات؟
من المعروف لدينا جميعاً أنَّ تلك الحجارةَ التي كانت تنتشر في مواقع قرانا المهجَّرَة عام ثمانية وأربعين، قد اعتدى العدو عليها هي الأخرى فسرقها الغزاةُ كي يبْنوا بها بيوتاً لهم فوق مختلف أراضينا المحتلة، ولا أشك لحظة واحدة بأن هذه الحجارة تتألم لفراق الأرض التي غادرَتْها مرغمَة، لكن َّ ما يقدِّمُ لها بعضَ العزاء، أنها ما تزالُ باقيةً منغرسة في أرض الأحبّة الغُيّاب، تشم رائحةَ التراب فتتذكَّرُهم، وتظل حجارَتُنا - بالرغم من هذا - حزينةً لأنها تُؤوي في داخلها أولئك الأغراب، ولأنها ستظل باكية لفراقنا وسنظل مثلَها في شوق للِّقاء حتى يتم هذا اللقاء.
منقولللللللللللل..........