ســـــــورية ..... وطــــــن العـــالــــــم
كانت البشرية تحبو , عندما بدا السوريون يبنون البيوت و يزرعون الأرض و يخترعون أشرعة المراكب و يجرون المياه و يبتكرون الكتابة و يتفكرون في خلق السماوات و الأرض، يقول ويل ديورانت لقد علم السوريون العالم كل شيء تقريبا )
سورية، تلك النجمة شرق المتوسط التي تهدي البحارة كما يقول اليونان سورية وطن السريان الآراميين العرب كما يتفق المؤرخون، ارض للبناء الحضاري المدهش المتنوع الرفيع الرهيف ، من أوابد ماري
و مكتبتها البديعة منذ خمسة وعشرين قرنا قبل الميلاد إلى إيبلا و جارتها حلب إلى نواعير حماة و سحر الأسطورة في الأسرة الحمصية التي حكمت روما من سلالة جوليا دومنا ابنة كاهن معبد الشمس الحمصي إلى دمشق أقدم و أكمل عاصمة في التاريخ التي صنعت فأبدعت السيف الدمشقي المصقول بالجوهر و الحرير المذهل ( الدامسكو ) لكأن المدينة تروي حكمتها : سيدة في الحرب حرير في السلام و المحبة
الم يبني أبولودور الدمشقي ، روما، فجاءت تحفة الزمان ...؟؟
وهناك في حوران الجبل و السهل حيث خرج الفتى العربي السوري ( فيلـيب )لينقذ روما من بربر الغابة السوداء و يترك في شهبا و بصرى و قنوات مالا تصدق العين من بلاغة الحجارة السوداء في أكمل مسرح و أجمل مدينة و أروع معبد ....
ولعل العين لن تخطيء الهدف فهي التي تحضن في ساحلها ابرع بحارة عرفهم التاريخ على امتداد الساحل الكنعاني وهنا تزهو أرواد بربابنتها العباقرة ، و تشمخ عمريت بأقدم ( ملعب اولمبي ) في الدنيا ,ثم تأخذك الريح شراعا إلى اغاريت ، المدينة المملكة ، الأبجدية الأولى و اللحن الأول و القانون الأخلاقي الأول لحقوق الناس في حياتهم ورزقهم ومياههم ، في أبهى و أقدم وثقيه مكتوبة عن حقوق الإنسان.
أنها سورية التي لو قلبت حجارتها لوجدت قلب الحضارة النابض في ترابها آنا اتجهت ، من أول بيت مسكون وأول حنطة مزروعة في أريحا و سهول حلب إلى القلاع والقباب و المسارح و المعابد و ذكريات القدسيين والأئمة وشهداء التوحيد
والعدل الإلهي،في سوريا تشمخ القلاع و تسخو السهول و يلتقي الإنسان بأنبل ما أنتج الفكر شعرا و نثرا وأثارا،منها خرج الإسلام الحضاري الحنيف ليعم الدنيا. و منها انطلق القديس بولس لنشر المسيحية السمحة في العالم .
في سورية...... لا يمر التاريخ مرور الكرام بل يصغي ويهدأ و يستريح ، من هنا ابتداء ولعله الآن بحاجة ماسة للعودة إلى البدء كي ينطلق من جديد ويعلن في وجه مروجي الحروب ( أنها سورية أرض الحق و العدالة و النضال من أجل الحرية و الحضارة و التسامح ) ...............إنها سورية وطن العالم
منقول من موقع وزارة الآثار السورية