هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


    ومانفع الاسرة اذا

    الوردة الجورية
    الوردة الجورية
    مشرف
    مشرف


    انثى
    عدد الرسائل : 317
    العمر : 40
    هوايتي المفضلة : كتابة الشعر
    مهنتي : ومانفع الاسرة اذا Studen10
    تاريخ التسجيل : 08/03/2009

    ومانفع الاسرة اذا Empty ومانفع الاسرة اذا

    مُساهمة من طرف الوردة الجورية السبت 6 يونيو 2009 - 23:23












    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته








    حينما تعتري النفس حالات من الضعف المُتمثل في المرض أو السقوط والفشل في أي أمر من أمور الحياة

    فإنها تبحث عن موطن راحتها وأمنها عن الحصن الذي سيحتويها في كافة ظروفها وأحوالها ومن الطبيعي والفطري

    أن يكون البيت هو ذلك لان البيت بأفراده وأفراده هم العضد والسند بغض النظر عن حالة النفس وهل هي كاملة

    أم يعتريها خَطب من مرض أو فقر أو أي نوع من الفشل فالشَرَاكة التي تُبنى عليها الحياة الأسرية ليس لها مثيل

    في كافة أنواع الشَرَكات هي مودة ورحمة وهي الأساس الذي يدوم وإن تعرض للصدمات الحياتية فالحياة

    الأسرية لا تسير على وتيرة : ( في صحتك وغناك ونجاحك أنا معك وفي مرضك وفقرك وسقوطك وفشلك

    أنا لا شأن لي بك ) ومن هُنا كان وقع الحال الذي باتت عليه تلك الأسرة حال يبعث للعقل الأرق ! بل يضع

    النفس في دائرة التساؤل : ( وما نفع الأسرة إذا !!؟ ) إن كانت النفس في حالات ضعفها ومرضها وفقرها لا تجد

    ذاك السند والذي من الطبيعي أن يكون العضد والعكاز الذي تتوكأ عليه حال سقوطها لا تجد الحصن الذي تسير إليه

    ( وفطريا ) في حال انهزامها وشعورها بالضعف والخوف . في الحقيقة لا استطيع أن أتصور حال الزوج وهو يعيش
    وحيدا في بيته وبعيدا عن أفراده بعد أن تركته الزوجة ورحلت مع أولادها بعيدا عنه تحت ظرف وواقع من المرض

    الذي انعكس تأثيره على مسالكه وأقواله أنا لا أحكم هُنا على قرارها وأن لا مفر من تركه وإبعاد أبناءه عنه لكن

    ما أقوله ولا زلت مُصرة عليه أن هذا القرار فيه إجحاف وفيه قتل لروح الحياة الأسرية أن هذا القرار فيه تشكيك وفيه
    زرع لبذور من شأنها أن تُفقد النفوس قيمة ومعنى الأسرة وذاك الرباط بين الزوج وزوجته وكونهما كيان واحد

    كونهما أمن وطمأنينة وحصن حين يرضخ كيانهما تحت وطأت تقلبات الحياة المعيشية والظروف الصحية.

    فكيف بات حال هذا الزوج والأب وهو يقبع في بيت خالي إلا منه ومن صدى ضحكات وبكاء وأحاديث تتسرب

    إليه من الجدران ذكرى يقتات عليها كلما نهش المرض من جسده !؟ وكيف بات حال الأبناء ؟

    وما موقفهم من مسلك أمهم والقرار ؟ وهل لهذا المسلك أثر على مفهوم الحياة الأسرية

    ونوع العلاقة التي يُفترض أن تكون بين الزوج وزوجته في نفوسهم ؟

    والأهم هل زرع ذاك القرار بذور الشك والبذور التي من شأنها أن تُفقدهم معنى وقيمة الحياة الأسرية ؟.

    من يكون خارج الموقف والواقع لا يستطيع بحال أن يلم به وأن يتخذ القرار الصائب فيه تلك حقيقة موقنة بها وأُدركها

    لذا أنا لا أحكم هُنا على تلك الزوجة ومثيلاتها ولا على الأزواج الذين يتخلون عن زوجاتهم تحت واقع الظروف

    والمشاكل الصحية والمعيشية المختلفة أنا هُنا فقط أُحاول أن أُلقي الضوء على واقع وحال أُسرة باتت مُنفصلة الأب

    يعيش في بيته ومع مرض لا يرحم ولا يُبقي له على أي مخرج لا أخت ولا أخ ولا أم وأب يقفون معه والزوجة

    والأم تعيش في بيت آخر مع أبنائها الذين يزورون والدهم بين اليوم والآخر ويقفون على حاله

    في محاولة لتسكين وحدته وواقع مرضه هذا هو حال تلك الحياة الأسرية على الأقل في نظر أولئك الصغار

    أما في نظري شخصيا فهي واقع ( مشوه ومَرض ) أصاب حياتهم الأسرية فما من عذر يُبيح القرار الذي

    يُلزم بهدم البيت وتفريق ساكنيه بحجة المرض فإن كان هذا حال الأسرة وأفرادها حين وقوع النفس

    في يد المرض أو الفقر أو أي خطب يمسها فكيف نجد مأوى تسكن إليه النفس الإنسانية وهي تشعر

    بالأمن والاطمئنان وأنها تقف على قاعدة متينة لا تهتز ما بقيت حيه .

    إن كان هذا حال الزوجة مع زوجها وهو في أمس الحاجة لمساندتها ووقوفها معه فكيف حال النفوس الأبعد

    والناس خارج الأسرة كيف نُعيد الطمأنينة للنفوس كلما وقفت على مثل هذا الحال والموقف فالنفس الإنسانية

    وبفطرتها الاجتماعية تأنس وتحتاج إلى من يقف معها ويُساندها ويُرشدها إلى من يحتويها في ضعفها بوصف أقرب

    فهل سترتقب احتواء إن لم تجده مع أفراد أُسرتها !

    بصورة أُخرى أقول : إلى من تلجأ النفس حين تمر في حالات الضعف والمرض والحزن وتقلبات الحياة

    إن كان أفراد الأسرة لا يتقبلونها ؟ وإلى أي حصن تسير إذا البيت لم يسعها ؟

    وفي أي حضن ترتمي إن لم يحتويها حضن أفراد أسرتها ؟

    وعلى أي يد تبحث إن لم تُربت يد نفوسهم على أكتاف أوجاعها وأمراضها وضعفها لتقول : أنا هُنا فلا تخافي .





    نافذة :

    تُرى ماذا ستقول نفوس أولئك الصغار حين تتحدث معلمتهم ومعلمعن المودة والرحمة عن كون الأُسرة هي الملاذ والحصن الآمنفرد منأفرادها ! .











    هدانا الله لما فيه خيرنا وصلاح أمرنا

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


















      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 28 أبريل 2024 - 20:20